أبوظبي

شهد اليوم الثالث من فعاليات المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد 2025، الذي يُعقد حالياً في مركز أبوظبي للطاقة، مناقشات موسعة حول توظيف التقنيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميتافيرس لدعم أصحاب الهمم خاصة فئة ذوي اضطراب طيف التوحد، ودمجهم بفعالية أكبر في المجتمع.



شهد اليوم الثالث من فعاليات المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد 2025، الذي يُعقد حالياً في مركز أبوظبي للطاقة، مناقشات موسعة حول توظيف التقنيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميتافيرس لدعم أصحاب الهمم خاصة فئة ذوي اضطراب طيف التوحد، ودمجهم بفعالية أكبر في المجتمع.

وفي هذا السياق، ألقى المهندس ثائر الفرارجة، الرئيس التنفيذي لشركة بيوند يونيفرس المحدودة، محاضرة بعنوان "تقنيات الميتافيرس والواقع المعزز في إعادة تأهيل اضطراب طيف التوحد"، سلط فيها الضوء على أهمية رفع مستوى الوعي لدى معالجي ومختصي التوحد حول إمكانات التكنولوجيا الحديثة في مجال التأهيل، مشيراً إلى أن هذه الأدوات، إذا استُخدمت بيد خبراء مؤهلين، قادرة على إحداث فارق نوعي في حياة مرضى التوحد.

وأوضح الفرارجة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن تقنيات الواقع الافتراضي والميتافيرس لم تعد مجرد أدوات ترفيه، بل تحوّلت إلى تقنيات قوية قادرة على دعم التدريب والتأهيل المهني، من خلال إنشاء بيئات رقمية تحاكي احتياجات طالب التوحد، وتتكيف مع قدراته الحسية، مما يسمح له بالتفاعل دون خوف من الفشل أو الحكم، داخل بيئة رقمية آمنة.

وأكد أن هذه المرونة تمكّن المعالج من تقديم تجارب تدريجية وآمنة، تُعزز قدرة المصاب على التفاعل والتعايش مع محيطه، مشدداً على أن توظيف هذه الأدوات بشكل علمي ومدروس قد يكون بمثابة أداة علاجية فعالة إذا ما تم دمجها ضمن المجتمعات وتأهيل المتخصصين على استخدامها بحرفية عالية.

من جانب آخر، شارك عدد من الأخصائيين والباحثين المحاضرين بالمؤتمر في تقديم بعض التجارب الملهمة لأبنائهم المصابين بالتوحد، حيث قدّم الدكتور أحمد دويدار، الباحث الصيدلاني، ورشة تفاعلية بعنوان "دراسات حالة في علاج اضطراب طيف التوحد .. نهج شخصي"، استعرض خلالها تجربته كأب لطفل من ذوي التوحد، موضحا كيف واجه التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بهذه التجربة، مما دفعه لاكتساب مهارات جديدة ومساعدة ابنه على التقدم والتطور.

وأشار دويدار إلى أن الورشة ركزت على الأدوات التي تساعد الأهل في التغلب على التوتر، مع أهمية استثمار الوقت لمساعدة الطفل على تنمية مهاراته وعدم التأخر عن أقرانه، مشددا على ضرورة تقبّل الطفل بحالته وقدراته وتجاهل ردود أفعاله وعدم منعه منها، والبحث عن الأساليب التي تناسب حالته وتطوير مهاراته من خلالها، معتبراً أن التقبّل هو أول خطوة نحو التمكين.

كما ترأست الدكتورة شفيقة منصور غربية، الحاصلة على دكتوراة في التربية والتعليم المتخصص للتحليل السلوكي واللغوي من جامعة برونيل في لندن، جلسة بعنوان " توسيع الآفاق: التعليم البديل والمجتمعات الدامجة للمراهقين من ذوي اضطراب طيف التوحد".

ولفتت في تصريحها لـ “وام” إلى أن الجلسة تناولت مواضيع هامة مثل إدارة التوتر داخل أسر ذوي التوحد، ودراسة علمية حول تحسين حالة المصاب خلال أربعة أسابيع في نواحي التواصل، التحصيل الأكاديمي، والاعتماد على الذات.

وأكدت الدكتورة شفيقة، وهي أستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت وأم لشاب يبلغ من العمر 29 عاماً من ذوي التوحد، على أهمية التدخل المبكر وتثقيف العائلات وتقبّل الأبناء ودمجهم ضمن البيئة الأسرية والمجتمعية.

كما استعرضت في اليوم الثاني من المؤتمر ورشة عمل بعنوان "من الإنكار إلى العمل: تمكين أسر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد"، ركزت خلالها على حماية الأطفال وتنمية مهاراتهم وتقديم حلول للتحديات اليومية التي تواجههم.

وفي السياق نفسه، قدم الأخصائي جمعة شعيب، المختص في التربية الخاصة والتدخل السلوكي والمدرب المعتمد من البورد الأميركي للتدريب، ورشة عمل بعنوان "مستقبل التأهيل المهني لطلاب طيف التوحد في ضوء التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في سوق العمل".
أخر تحديث للصفحة : 23 أبريل 2025
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق